كيف يمكن تحفيز الطلاب على التعلم؟
written
by محمد يوسف محمد المحمودي
كيف يمكن تحفيز الطلاب على التعلم؟ هذا سؤالٌ مدهش معلوم الجواب نظريًا. فالإجابة نعم،
لكن التطبيق عمليًا يحتاج إلى فهم لماهية التحفيز وكيفيته وآليات وخطوات تنفيذه في
عملية التعلم. لذلك، حرصت في هذا المقال على ربط النظرية بالتطبيق والإجابة عن
السؤال بتقديم دليلٍ لجميع الراغبين في تحقيق غايتهم والنجاح في جعل الطلاب
يتعلمون بالتحفيز. إي نعم أسعى إلى ذلك من منطلق خبرتي التعليمية في المرحلة
الابتدائية معلمًا للغة الإنجليزية التي تزيد عن عشرين عامًا. فهيا بنا نبدأ.
علم النفس الإيجابي
علم النفس الإيجابي (Positive Psychology) هو حركة تفكير إيجابية في تحسين
الأداء النفسي وتحقيق السعادة للناس. وقد تأسس هذا العلم على يد مارتن سليجمان،
رئيس الجمعية الأمريكية لعلماء النفسي قبل نهاية الألفية الثانية بقليل. وأركز
هاهنا على علم النفس الإيجابي لكونه ضروريًا في التعامل مع الطلاب في جميع
المراحل. لماذا؟ لأن تطبيقنا للإيجابية يعتمد على التحفيز الذي يعزز الصمود
والصلابة النفسية والمرونة العقلية ويحسن من قدرات الطلاب على الفهم والتحليل
والتطبيق والرغبة في التعلم قبل هذا كله.
في
الحقيقة، لقد لاقى تطبيق علم النفس الإيجابي نجاحًا كبيرًا وأدى بالفعل إلى مساعدة
المعلمين وأولياء الأمور في عملية التعلم. كذلك، أثبت التحفيز كونه أفضل كثيرًا من
العقاب أو الترهيب من الجهل وطرائقه. وحتى لو كان الترهيب تثبيط همة وطريقة غير
تربوية لا تصلح للتعلم، إلا أن النجاح الذي حققه لا يعادل معشار ما ساعدنا عليه
التحفيز من نتائج.
ومن
أجل ذلك يؤمن جميع المعلمين اليوم بصدق أن نظريات تجعل المعلم محفزًا وتضع التعلم
القائم على التحفيز ضمن أساسيات التعلم وتتبنى استراتيجيات التعلم النشط.
استراتيجيات التعلم النشط
استراتيجيات
التعلم النشط هي منهجية ذكية وضعها علماء نفس وتربية واجتماع وخبراء ونابغون في
مجال التعلم والتعليم لتحسين مستويات الطلاب التحصيلية وتحفيز الجميع على التعلم
بطرق جذابة وشيقة. لذلك، يمكن القول أن استراتيجيات التعلم النشط تعمل جميعها على
جعل الحصص والفصول التعليمية أكثر حيوية ونشاطًا وتفاعلًا وجذبًا للطلاب بالصبر
والتعلم من الأخطاء والتحفيز على التعلم بالأناشيد والألعاب والعمل الجماعي وغير
ذلك من طرق.
التحفيز أساسي للتعلم
أيضًا،
كان التحفيز حاضرًا في عملية التعلم النشط وأثبت كونه أقوى شيء يمكن التعويل عليه
في دفع الطلاب دفعًا إلى التعلم. فبالتحفيز يصبح الطلاب مستمتعين بالعملية
التعليمية وحريصين على التمسك بخيوط المعلومات بمنتهى القوة والتصميم.
والتحفيز
يمكن أن يكون خارجي أو داخلي باستراتيجية مثلًا مثل تعمد الخطأ الذي يتعمد فيها
المعلم الخطأ والطالب يصحح له أو باستراتيجية الإملاء والنقل مع االجري (Running Dictation) وهي من الألعاب التي يضع المعلم فيها
كتبًا أو أوراقًا خارج الصف أو في آخره وهذه الكتب أو الأوراق مدون بها معلومات
يطلب المعلم من الطلاب نقلها على السبورة أو إملائها للزملاء في مجموعتهم بأسرع
وقت.
ومن
ينجح في النقل والإملاء بأسرع وقت وبدون أخطاء يكون فريقه الفائز. هذا
تحفيز داخلي لمن يتراخى عن التعلم، لأن هذا النشاط يحمل الجميع على المشاركة ويحمل
الجميع على التعلم.
التحفيز أساسي في عملية التعلم
ثمة
طريقان للتحفيز، الأول داخلي والآخر خارجي. فالتحفيز الخارجي وهو قيام المعلم أو
ولي الأمر القائم بعملية التعلم بأي تصرفٍ يعزز من قدرة الطالب واستعداده للتعلم.
ويتباين
التحفيز الخارجي بين كلمة طيبة وابتسامة وطبطبة أو مسحة على الشعر وبين شهادة
تقدير أو حفل تكريم وجائزة مالية. وعلى الرغم من هذا التباين؛ يجب علينا ألا
نستهين أو نستخف بأي تحفيز نقوم به. فالكلمة الواحدة تغير مصير المتعلم من النقيض
إلى النقيض.
من
ناحية أخرى، يجب على المعلم أن يضع نفسه محل المتعلم؛ فلا يسخر منه ولا يكن مثبطًا
لهمته إن لم يكن يتقن التحفيز. فالبسمة محفزة والضحكة بسخرية بسبب خطأ المتعلم
تهدمه هدمًا. وبعيدًا عن تثبيط الهمم؛ دعوني أكمل حديثي عن التحفيز الداخلي وهو
رغبة المتعلم في التعلم لشغفٍ أو لميلٍ أو لاشتياقه إلى تحقيق غاية.
وقد
تكون تلك الغاية مشاركة زملائه اللعب الجماعي في لعبة ما. ومن أجل ذلك، سعت بعض
استراتيجيات التعلم النشط إلى اللعب على هذا الوتر باستراتيجيات العمل التعاوني
والأنشطة الجماعية الجذابة والتي تحمل الطلاب على التعلم.
هل يمكن تحفيز الطلاب على التعلم؟
هذا
لا يمكن، ولكن يجب تحفيز الطلاب على التعلم. يجب أن نركز على استراتيجيات التعلم
النشط لأنها تقوم على التحفيز. وهلموا بنا نتذكر جميعًا معلمًا حفزنا يوميًا وندين
له بالفضل لأنه ساعدنا على تعلم ما تعذر علينا تعلمه. ولو أردنا أن نقول الحق
والحقيقة والصدق، فإن التحفيز هو أول أساس يجب أن نعتمد عليه في التعلم.
وهنا
أقول لكل من يتواصل مع متعلم أن يبتسم له ويقدم له وردة أو حلوى أو هدية أو يشجعه
بكلمة طيبة. كذلك، يجب أن نحفز المتعلمين بجعلهم يلعبون ويمارسون هواياتهم
الجماعية أثناء التعلم.
أيضًا،
يمكننا تحفيز الكبار والصغار بقصص ملهمة وإحياء أحلامهم في نفوسهم بتذكيرهم
بقدرتهم على تحقيق أهدافهم وأحلامهم بسهولة. إن التحفيز هو كلمة السر في كل قصة
نجاح. لذلك، يجب أن نعلم أن تحفيز الطلاب على التعلم ممكن وقائم ومثبت في كل زمان
ومكان. لذلك، يجب أن نحرص على تحفيز الطلاب بقوةٍ ونبدع في ذلك أيضًا.
وبهذا
أكون قد أجبت عن سؤال المقال: "كيف يمكن تحفيز الطلاب على التعلم؟” أنتظر
تعليقاتكم ومشاركاتكم فلا تبخلوا علي بنصائحكم وما أفاء الله عليكم به من علمٍ
وخبرة.
تعليقات
إرسال تعليق