مجلس الأمن غير مختص وسد النهضة إنجاز إثيوبي.. لا يمكن أن يكون مجلس الأمن حلًا لأيٍ من مشكلاتنا ولن يكون قبلةً لنا لو كنا أقوياء. إننا تخلفنا كثيرًا وساعدنا إثيوبيا بالتراخي المتعمد أو غير المتعمد. كنا نعلم أن سد النهضة خطرٌ على أمننا القومي وكنا نوقن أن التفاوض العبثي بدون فائدة أو نتيجة ملموسة حلًا عمليًا للتعاطي مع شأنٍ مصيريٍ كهذا.
مجلس الأمن غير مختص
قال المتحدث الإثيوبي إن مثل هذه القضايا لا تتناسب مع العرض في مجلس الأمن وهو صادق. كان ينبغي علينا أن ندمر هذا السد في مراحله الأولى. لكن لسوء حظنا نحن المصريين والسودانيين لعبت الدبلوماسية السلبية دورًا سيئًا جدًا أسهم في تمكين إثيوبيا من تحقيق هدفها.
في الحقيقة، لا توجد مشكلة في الاعتراف بالخطأ. لقد أخطأنا بتوقيع اتفاق المبادئ مع إثيوبيا. أيضًا، يجب أن يتحمل كل مسؤول مسؤوليته لأن التنصل من المسؤوليات لن يقدم ولن يؤخر. هل كان الشعب المصري راضيًا عن المفاوضات؟ وهل كان هذا الشعب يرى في مجلس الأمن حلًا في هذه المرحلة؟ لله وللوطن أقول إن الذهاب إلى مجلس الأمن كان مضيعة للجهد وللوقت إلا إذا كنا نستهدف ضرب إثيوبيا وتأديبها على مسلكها ومنهجهها المتغطرس معنا في التفاوض.
سد النهضة إنجاز إثيوبي
هذا سد النهضة اسمٌ على مسمى لأهله وليس لنا. فهو إنجاز إثيوبي اتفقنا مع إثيوبيا أو اختلفنا معها. لكنه يكتنز المياه بمعدلات خيالية تفوق 70 مليار متر مكعب في حوضٍ مؤمن بشكلٍ ما ويجب أن نتحرى كيف جرى تأمينه. أيضًا، كان هدف إثيوبيا من بناء هذا السد هو تحقيق ثورة زراعية وصناعية بتوليد الكهرباء وإطلاق عملية نهضة حقيقية في تلك المنطقة. فلماذا لم نحسب نحن حساب نهضتنا ومستقبل أجيالنا القادمة؟ لماذا لم نركز على تحسين شروط اتفاقية المبادئ وأشرفنا بقوتنا ومجدنا على بناء هذا السد لنضمن عدم انتقاصه من حقوقنا المائية المشروعة وأمنا بقائنا وبقاء الأجيال القادمة بضمان عدم انهيار السد وانهيارنا معه؟ لماذا لا نفرض إرادتنا ونتدخل لوضع حلول عملية قابلة للتطبيق للتصرف مع أي طارئٍ طبيعي أو بشري؟ والله لا أعلم. يجب أن نتدخل بمنتهى القوة وكفانا تراخيًا باديًا للأعمى قبل البصير.
إن مجلس الأمن ليس حلًا وسد النهضة إنجاز إثيوبي ساعدناها في تحقيقه بإرادتنا الحرة وبدون إكراهٍ أو اضطرار ويبدو أنه حقها لكن غطرستها تستوجب التأديب والعقاب.
تعليقات
إرسال تعليق