في البداية، يجب أن نعلم أنَّ:
· أنَّ الجامعات بدأت تفكر في ايجاد حلولٍ مبتكرة وأقل تكلفة لتقوم بدورها المنتظر بشكلٍ فريدٍ ومبتكر.
· أنَّ في الولايات المتحدة الأمريكية ثلة من أفضل جامعات العالم، لكنها تعاني من عدة ممارسات بائسة قد تقوض أنظمتها التعليمية وتؤثر بشكلٍ سلبي على خريجيها.
· أنَّ العامة بدأوا يفقدون ثقتهم في الكليات والمؤسسات التعليمية الأمريكية ويلقون باللائمة على أعضاء هيئة التدريس وجميع المنتسبين للعمل الجامعي.
· أنَّ طلاب المدارس الثانوية اليوم يستطيعون الالتحاق ببرامج تعليمية جامعية ودراسة مقررات تعليمية أكاديمية.
· أنَّ الفارق بين الكليات المرموقة وكليات الإنترنت بدأ يزول؛ مع إقبال جامعات مرموقة مثل "جامعة ساوثرن نيو هامبشاير" (Southern New Hampshire University) على تبنيه.
الجامعات والمؤسسات التعليمية المبتكرة
يجب أن تتفاعل مؤسسات التعليم العالي بإيجابية مع قوى "الابتكار "المُزَعْزِع" (Disruptive Innovation) وتستوعب موجات التغيير لمواكبة المستقبل. من هذا المنطلق أقول إن ما يشهده قطاع التعليم العالي في الولايات المتحدة الأمريكية من تطورات وتحديات يفرض على قادة الجامعات تجريب مناهج جديدة ومبتكرة تناسب فكر العصر وأدواته. نتيجةً لذلك، بدأت الجامعات تفكر في ايجاد حلولٍ مبتكرة وأقل تكلفة لتقوم بدورها المنتظر بشكلٍ فريدٍ ومبتكر. فما هو النهج الذي ينبغي على مؤسسات التعليم العالي إتباعه لتؤسس"جامعة مبتكرة"؟ تعالوا نتعلم من هارفارد.
هارفارد نموذج يستحق الإشادة والاتباع
في البداية، تأسست "هارفارد" في عام 1636 لدراسة كافة "الآداب، والفنون والعلوم." وقد تطلع قادتها إلى تطبيق نموذج " Newetowne" في إنجلترا - التي أعيد تسميتها "جامعة كمبريدج" (University of Cambridge) – كمصدرٍ للحمض النووي المؤسسي.
وعلى هذا الأساس، فتحت "هارفارد" أبواب الالتحاق بها أمام الشباب من الرجال فقط، وكانت كلية بقاعاتٍ صغيرة، ونظام تعليمي مباشر يلتقي فيه الطلاب وجهًا لوجه مع الأساتذة والمعلمين ووجود علاقة وثيقة بين الطلاب الكلية الصغيرة العامة. لذلك، أكدت "هارفارد" على "السمة الأخلاقية"، لذلك خطط الكثير من دارسيها وطلابها لدخول الوزارة.
في عام 1708،
جدير بالذكر أن "جون ليفريت" (John Leverett) هو أول رئيسٍ لـ"جامعة هارفارد" ولم يكن الرجل ينتمي لفئة رجال الدين. لذلك، حرص ليفريت على تغيير "الحمض النووي" لهارفارد" لتصبح أكثر علمانية في توجهها؛ حتى تأصلت التغييرات الأخرى في حمضها النووي وانتقلت – عبر هارفارد – إلى الحمض النووي للكليات الأخرى، بما في ذلك دفعها لتصبح "أكبر وأفضل"، وتشهد "ميلاد" طبقة "من "الكراسي الموهوبة" ورعاية الابتكارات في الاستفادة من وقت الدراسة في الكلية.
التحول من منهجٍ إلى آخر
بعيدًا عن طرائق المعلمين والمدرسين المعهودة، بدأ أعضاء كلية "هارفارد" يقسمون وقتهم بين التدريس والبحث، وهكذا كان الحال في كليات ألمانيا، أفضل كليات العالم في المنح الدراسية في ذلك الوقت، التي أكدت على البحث والتخصص؛ حتى سارت "هارفارد" على نهجها واعتمدت بشكلٍ أكبر على التطبيق والحرية الأكاديمية.
بعد ذلك، حصل الدارسون على دورات ودراسات متخصصة وقامت هارفارد بتقسيم كليتها إلى أقسام وشجعت الدارسين على البحث محدود التركيز والتوجه وحولت نموذج تمويلها من نظام دعم ترعاه الدولة إلى نظام تبرعات. وبانتهاء الحرب الأهلية الأمريكية، كان التغيير يجري على قدمٍ وساق،
تشارلز إليوت
وصل إلى مقعد عمادة هارفارد رئيسٌ جديد؛ اسمه "تشارلزإليوت" (Charles Eliot). بدأ "إليوت" ينشط الكلية، وقدم دورات وبرامج تعليمية مختارة وزاد من "حوكمة الكلية"، وأصبح التقديم في "هارفارد" أكثر صعوبة، لكن الدارسين استمتعوا بمزيدٍ من الحرية مرة أخرى. وكذلك، أنشأ "أبوت لورانس لويل" (Abbott Lawrence Lowell)، خليفة "إليوت"، الذي أدار الجامعة من 1909 إلى 1933، نظام سكن جامعي، ووازن بين متطلباتها التعليمية ومكانتها الأكاديمية القائمة.
أخيرًا، تولى "جيمس بريانت كونانت" (James Bryant Conant ) عمادة هارفارد من 1933 إلى 1953، وأكد على "التميز التعليمي" للمؤسسة وعزز ذلك برفع أجورها والحصول على دعمٍ خارجي لأبحاثها ووضع اختبارات نموذجية للالتحاق بها وطور نطاق الدراسة بها؛ حتى أصبحت هارفارد جامعة ترعى النمو وتقدم نموذجًا تعليميًا مبتكرًا ومتجددًا بشكلٍ فريد.
Thanks for your comment. of course I'll visit yours
ردحذف