تغييب الخبرة سبب من نحن فيه من بلوى. وربما كان الاستعاضة عن الخبراء بالموالين والمنافقين سببًا في انتكاسة الدول وسقوط الممالك. لذلك، أحب أن أبدًا بما استنبطه من كتب الإدارة وفي البداية يجب أن نعلم أن:
- عادات الناس في القراءة والإطلاع مختلفة، فمنهم من يتعامل مع الموضوعات والمعلومات بطريقة انتقائية، ومنهم من ينساق وراء الشائعات والأكاذيب.
- المواطنين العاديين يحتاجون إلى الشعور بالثقة في المسؤولين المنتخبَين والخبراء الاستشاريين.
- سرعة الوصول إلى المعلومات والحقائق باستخدام وسائل المعرفة الرقمية والإنترنت لا يرقى أبدًا لمستوى الخبرة الفعلية. الحقيقية.
- التعليم هو السلاح الفعال، والأمضى أثرًا، لمواجهة تلك الهجمة الشرسة للفوضى المعلوماتية التي تضرب في كل اتجاه، دون تمييز بين ما هو غث وسمين.
- لأمر تطور إلى ازدراء للخبراء، وعزوف الناس عن الحقائق، لينصرفوا بعد ذلك إلى أقول المشاهير والشخصيات التي يحبونها.
المشكلة الكبرى اليوم
تعاني المجتمعات من تفشي الجهل، وتدني مستوى التعليم وإغفال دور الخبرة، رغم كل ما يشهده العالم من ثورات معلوماتية وتكنولوجية في شتى دروب الحياة. لكن لم تعد المشكلة في جهل الناس بالكثير من مباحث العلوم، ودروب السياسة وحقائق الجغرافيا، فتلك مشكلةٌ قديمة. إذن ما هي المشكلة حديثة العهد في هذا الصدد؟ تعالوا نتعرف عليها.
تكمن المشكلة الحقيقية في عدم قدرة جل الناس على فهم طبيعة حياتنا ونظام سير العمل الذي نعيش فيه، نظام تتعدد فيه الأعمال؛ يعمل فيه كل فرد فيما يتقنه، فالمحامون يرفعون الدعاوى القضائية، والأطباء يشخصون العلاج، والطيارون يقودون الطائرات، ليس فينا "دافينشي" (Da Vinci) الذي يعكف على رسم "الموناليزيا" (Mona Lisa) في الصباح، ويصمم المروحيات في المساء بمنتهى الحرفية والبراعة. وهذه ليست مشكلة، المشكلة أننا نفتخر بجهلنا في بعض الأمور!
تعليقات
إرسال تعليق