التخطي إلى المحتوى الرئيسي

3 منح حصدها صدام حسين قبل شنقه


 3 منح حصدها صدام حسين قبل شنقه.. هي حقيقة موجودة لا يمكن تجاهلها أو التغافل عنها، ويعلم الله أنني لا أنحاز لأحدٍ ولا أدافع عن صدام أو عن غيره، لكني بحق أغبطه على صموده ووقوفه بكل هذه القوة والشجاعة في مشهد الإعدام الذي كان وحشيًا همجيًا بحق، وفي يوم عيد للمسلمين أبى الغزاة إلا أن يحولوا فرحته لحزن، لكن هيهات وموت المسلم بعز وشموخ على يد محتل غاشم  لهو بشرى الشهادة الموعودة.

 

3 منح حصدها صدام حسين قبل شنقه

يبدو أن صدام حسين كان محظوظًا بحصوله على منحه الثلاثة قبل شنقه، فما هي هذه المنح؟ وماذا حصد صدام من مشهد إعدامه الأخير؟ هيا بنا نتعرف على تلكم المنح وندقق فيها أكثر وأكثر.

3 منح حصدها صدام حسين قبل شنقه

الأولى: شنقه في يوم عيد الأضحى

(adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});

لقد أدى هذا المشهد العابث المقيت الذي استخف فيه الأعادي بأعياد المسلمين ومشاعر بعض المنتسبين إلى هذا الدين إلى زيادة بغضنا للمجرمين والمتآمرين على العراق وأهله، إذ يعكس الإعدام في هذا اليوم العظيم قيام المدبرين بالاستخفاف بأمر العيد وحرمته وقدسيته التي لا يشعر بها إلا مسلم غيور على هذا الدين.

فماذا لو أنهم قدموا الإعدام أيامًا أو أنهم أجلوه بعضا؟ ألا يعتد هؤلاء بالعطلات طالما أنهم لا يبالون بالأعياد والنفحات؟

لذلك، نال صدام حسين منحةً بالشنق في هذا اليوم المبارك وهو أقرب إلى النفحات والرحمات من العذابات والكربات، ولا شك أن من فاضت روحه في فجر يومٍ كهذا سيكون أقرب إلى باب الرحمة من باب العذاب، هذا ظني والله أعلم مني ومن غيري، وهذه أولى ثلاث منح حصل عليها صدام حسين قبل شنقه.

الثانية: ثباته الانفعالي في وجه المستهزئين الساخرين منه

أؤمن حقًا بأن الثبات الانفعالي نعمة من الله عز وجل يمن بها على من يشاء، وإذا كنتم تريدون استشعار شيء من هذا الثبات فراقبوا صدام حسين قبل شنقه، لقد بدا ثابتًا لم يبك ولم يبد خوفًا أو رهبة، بل أوجز في الرد على الساخرين.

كذلك، فرض صدام إرادته على الشانقين الذين أخفوا أنفسهم خشية الملاحقة أو خشية أن يعرفهم الناس فينتقموا منهم، وفي إخفاء الوجه ألف رسالة وفي ثبات معالم وجه صدام ونبرات صوته أيضًا ألف نعمة ومنحة ربانية وتلك رسالة، لقد منحه الله منحة الثبات الانفعالي في تلك اللحظات العصيبة وجعل ثباته هذا سببًا وجيهًا في مدح الناس له وذمهم لشانقيه؛ حتى لو كان لشنقه ألف سبب وسبب، وهذه منحة ثانية مهمة من ثلاث منح نالها صدام حسين قبل شنقه.

الثالثة: نطقه بالشهادة قبل الوفاة بقوة..

لقد صمد صدام حسين ونطق الشهادة بمنتهى القوة واليقين، وكان مشهد نطق كلمة التوحيد منحة ربانية يتمناها أي مسلم، وفي هذا حدث ولا حرج، فمن منا لا يدعو الله بأن يكون آخر كلامه في الدنيا لا إله إلا الله محمد رسول الله.

نطقها مرة ولم يمهلوه حتى يكمل الثانية، لكنها كانت منحة وفضل من الله عز وجل، إن نطق الشهادة نهاية طيبة وحتى لو كان الرجل ظالمًا لأهله كما يقولون، فمن قتلوه كانوا أشد ظلمًا منه بعدم إمهالهم له ليكمل نطقها مرتين.

صدام حسين يسكن مخيلتي من يومها، وأراه وأشعر بمعاناته مع هؤلاء المتربصين به وبديننا بشنقه يوم عيدنا، أشعر بتلك المعاناة كل عامٍ في شهر ديسمبر، وقبل نهايته الذي كان ذكرى إعدامه قبل نحو 15 عامًا، فويلٌ ثم ويلٌ لكل ظالمٍ آبق ورحم الله كل من علم الله في نفسه خيرًا وعوض الله كل مظلومٍ في الجنة عما حرم منه في الدنيا اللهم آمين.

هذه مقالتي في ذكرى وفاة صدام حسين ولا أقول عنه سوى أن هناك 3 منح حصل عليها صدام حسين قبل شنقه بامتياز.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

انفراد.. دورة ترجمة من الإنجليزية إلى العربية.. المحاضرة الأولى

  بدايةً، أرغب في الترحيب بكم جميعًا (First of all, I'd like to welcome all of you). معكم مستر   محمد يوسف محمد المحمودي   معكم (This is Mr,   Muhammad Yusuf Muhammad Almahmoudi ) . في البداية، ائذنوا لي إخوتي الأعزاء سواءٌ كنتم من معاشر المترجمين من الشباب أو من قاصدي الترجمة التي أراهًا علمًا وفنًا رائعًا جذابًا للجميع أن أحدثكم قليلًا عني وعنها. أيها السادة.. يا من تريدون اتقان الترجمة هلا سمحتم لا أن أعرفكم بشيءٍ قد يفيدكم معرفته؟ تلكم بداية عني وعن دراستي وسبب شغفي بالترجمة. لقد حصلت على مؤهلي الدراسي في الترجمة لكني اكتسبت صفة المترجم بعد سنينٍ من الممارسة والتمرس. كنت قد تخرجت من كلية اللغات والترجمة جامعة الأزهر عام 2000. وحقًا وحقيقة، لقد أسعدني ربي في هذه الكلية بالتتلمذ بين أيدي عباقرة اللغة المخضرمين الراحلين أ.د.  محمد محمود غالي  كبير المترجمين الإسلاميين وأستاذ اللغويات ورئيس قسم الدراسات الإسلامية حينًا من الدهر في تلك الكلية جنبًا إلى جنب مع رفيق دربه في ذات التخصص وحظوظ التميز دكتور  محمد أبوليلة  وبعدهما تعلمت الكثير من دكتور وجدي الفيشاوي  أستاذ النقد الأدبي  ال

هيا نتعلم من أسلوب كارنيجي الرائع في كتابه “كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس”... محمد يوسف محمد المحمودي

هيا نتعلم من أسلوب كارنيجي الرائع في كتابة “ كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس .” لقد أضفى أسلوب الكتابة الرائع حيويةً وحركةً على كتاب كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس. و قام كارنيجي في هذا الكتاب بتهذيب طريقة طرحه وأسلوبه القصصي المرح الذي لازمه في كتبه الأولى، لكنه تميز هذه المرة بإضافة عناصر ساعدت في جذب قطاعات واسعة من الجمهور . أسلوب كارنيجي الرائع في كتابه كان أسلوب كارنيجي في هذا الكتاب لافتًا. وكان الطرح رائعًا وقد أجاب كارنيجي عن السبب الذي يمكن أن نتمسك به لنتعلم منه. فعلى سبيل المثال، طرح كارنيجي سؤاله وأجاب عليه.. السؤال هو “كيف يكون هذا ممكناً؟ دعوني أخبركم كيف!” وهو ما أعطى إيحاءً بفتح خزانة كنز من الأسرار. على سبيل المثال، بدأ كارنيجي مناقشته لعلاقات العمل بهذه الطريقة : “ أراهن على أنني أعلم ما يدور في أذهانكم الآن. على الأرجح تحدثون لأنفسكم عن أمرٍ كهذا: “الخطابات التي تحقق نتائج خارقة! هذا سخيف! هذا مثل إعلان دواء ببراءة اختراع. إذا كنت تفكر هكذا، فإني لا ألومك. فقد كنت أفكر في مثل ذلك إذا وقع في يدي كتابٌ مث

مقام إبراهيم .. ما هي حدوده؟ بقلم محمد يوسف محمد المحمودي

مقام إبراهيم عليه السلام..   قرأنا كلام الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم الحكيم عن قدسية بيته الحرام في مكة. وكان مما قرأنا ما عدده الله من آياتٍ في بيت الله الحرام. هل قرأتم مثلي: "فيه آياتٌ بينات مقام إبراهيم؟"   نعلم حجر إبراهيم ونراه ذاك الحجر الأثري الذي وقف عليه سيدنا إبراهيم لرفع قواعد الكعبة. أيضًا، وقف سيدنا إبراهيم على هذا الحجر يوم أذن غي الناس بالحج. وكم تزين الحجر بما تركه سيدنا إبراهيم عليه من أثر قدميه أثناء وقوفه في المشهدين الرائعين .  مقام إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام وعلى الرغم من تركيزي على مقام إبراهيم عليه السلام، لكني أود أن أشيد بإسماعيل عليه السلام. لماذا؟ لأنه كان له نعم الدعم والسند. أيضًا، لأن إسماعيل صبر مع أبيه صبرًا جميلًا وأطاعه حق الطاعة. فلله در إبراهيم الأب وإسماعيل الابن البار الكريم ! مقام إبراهيم في الأرض والسماء إن مقام إبراهيم عظيم بفضل ثباته وجهاده وصبره وحلمه وسلامة قلبه. إي نعم. كان لسيدنا إبراهيم (صلى الله عليه وسلم) حسن الذكر والثناء والمقام والمكانة. فيا لعظمة إبراهيم وعظمة مقامه بعدما قرأنا عنه في مقام الثناء والإشا