المهارات المطلوبة لإتقان الكتابة معلومة ومدروسة ومحسوبة. إننا حينما نتكلم عن المهارات المطلوبة لإتقان الكتابة في أي مجال فهذا يعني أننا نتكلم عن الكتابة الفعالة والمؤثرة .(Effective Writing)
إذا ضربت فأوجع وإذا نطقت فأسمع وإذا كتبت فأبدع يا فتى. وهنا اسمحوا لي أن آخذكم في جولةٍ مفيدةٍ تصلح لأن تكون دورةً تدريبيةً كاملة شاملة. ولنبدأ دون تأخيرٍ أو ابطاء.
المهارات المطلوبة لإتقان الكتابة
من حقنا نسأل في البداية: كيف نستطيع تحديد الأسلوب الأمثل وطريقة الكتابة المناسبة؟ طبعًا السؤال العام الشامل اللي زي كده (أفضلية الأسلوب أو مناسبة طريقة الكتابة) محتاج لإجابة مثل: “نقدر نحدد ده على أساس نوعية القراء أو الجمهور اللي بنكتب لهم، وممكن نجاوبه بطريقة تانية فنقول: نستطيع تحديد ده من واقع خبراتنا وعلى أساس اطلاعنا وفهمنا للموضوع والمخاطب به والمستفيد منه. عمومًا، دي من المهارات اللي بتميز بها الكاتب وبترفع مكانته في حياته الشخصية والوظيفية.
الأسلوب الأمثل للكتابة وطريقة
الكتابة المميزة والفعالة
سنرى في بحثنا عن إجابة هذا السؤال كلمات من قبيل الوضوح، والإيجاز، والبساطة، والدقة، واتساع الأفق المعرفي للكاتب، وشغفه بالكتابة وفهمه للجمهور اللي يستهدفه وطبيعة العمل اللي يؤديه، وجميعها مطلوبة وأساسية وكل منها لا يمكن تناسيها حين الكتابة. هذه عناصر تميز الكاتب الفعال والمؤثر أو المخضرم والكاتب العادي.
لذلك،
في الحياة العملية، نرى العاملين والقادة والمديرين في الشركات والمؤسسات بكل
أنواعها يتنافسوا على اكتساب مهارات صياغة مكاتبات أو كتابة مقالات (ده غير
القراء اللي بتعجبهم طريقة الكاتب ويتمنوا يكتبوا مثله؛ لأن هذه المهارات هامة
جدًا للأشخاص والمؤسسات، والكل طبعًا معترف بمكانة وقيمة الأشخاص المتميزين
والمعروفين بأسلوبهم الجميل والمقنع في الكتابة.
هل هذه المهارات منحة إلاهية أو موهبة
ربانية؟
عمومًا هذه كلها موضوعات سلسلة مقالات مركزة على المهارات المطلوبة لإتقان الكتابة في أي مجال ويرتكز على النقاط التالية:
1.
تحديد الفئات المستهدفة سواء كانوا قراء، أو مستهلكين أو جمهور.
2.
اختيار الأسلوب المناسب حسب الفئة المستهدفة.
3.
خطوات الصياغة الأربع التي تضمن لنا النجاح في صياغة مكاتبات
أعمال فعالة.
4.
الإيجاز والبساطة وأهمية كل منهما في كتابة المقالات وصياغة
مكاتبات الأعمال الفعالة.
5.
الوضوح وأبعاده وأشكاله والدقة ودورها في إقناع القارئ
بالأفكار والنقاط المطروحة في المكاتبات.
6.
وأخيرًا، التوصيات المقترحة لاتقان صياغة الأسلوب واختيار أفضل
طريقة للكتابة
اذن
إذا كانت مهارات الصياغة المتقنة
للمقالات ومكاتبات الأعمال مكتسبة، كيف نكتسب هذه المهارات؟ كلنا عارفين إن
الشخص لا يولد وهو يتقن الكتابة، ولكنه تعلمها بعد ممارسة، وخبرة عمل ومجهود
كبير. الحريصين على اتقان مهارات الكتابة يقرؤوا الكتب، ويفضلوا بعض
المؤلفين المتميزين ويعتزوا بذكر الأشخاص الملهمين لهم واللي شجعوهم على الكتابة
في بداية حياتهم.
اكتساب مهارة الكتابة
في
الواقع، ممكن نقابل شخص معين يقولنا إن سبب حبه للكتابة هو تشجيع مدرس اللغة
العربية له في التعبير
والكتابة في المرحلة الابتدائية. من
المؤكد إن المدرس ده كان يوجه هذا الشخص إلى الخيارات، والأساليب والطرق المناسبة
للكتابة. وتقريبًا، ستجد نفس الشخص يقول لك إن مهارة الكتابة تتطور وتنمو كلما زاد
حرصك على القراءة. ومن اللازم أن ننوع مصادرنا والمجالات اللي بنقرأ فيها، يعني
فمن الممكن أن تحب أن تقرأ كتب مثل “هاري بوتر” في فترة من الفترات. لكن، لو كنت
تحلم إنك تصبح كاتب مخضرم للمذكرات والقصص والمقالات والتقارير ومحاضر الجلسات
وغيرها من مكاتبات. هذا معناه إنك لازم تقرأ مؤلفات وكتابات لها علاقة بالمجال المستهدف.
أيضًا،
يمكننا الاعتماد على اكتساب هذه المهارات من قراءة كتب وقصص ومقالات، وخطابات،
وتقارير، وعروض عمل وخطط عمل أو أي شيء له علاقة بمجال عملك أو مرتبط بدراستك أو
حياتك بشكلٍ عام. كيف تقرأ في مجال عملك؟ يعني هذا مثلًا أن عملك لو في شركة
طيران، فالأفضل لك أن تقرأ في هذا المجال.
يعني تقدر تقرأ إصدارات “مجلة الرحلات
الجوية الأسبوعية” Aviation Week، ولو كان عملك في الإنشاءات والعقارات فممكن
تقرأ إصدار “الملخص الدولي للممتلكات العقارية”
International Real Estate Digest ،
ولو كان عملك في الملابس النسائية فممكن تقرأ “مجلة ملابس المرأة اليومية” Women’s Wear Daily.
قبل
عشرين سنة، كانت المعاملات والمكاتبات والاتصالات تستغرق وقتًا أطول، وكمان كانت
المصادر والكتب ورقية وكان الحصول على هذه المصادرة وقراءتها يستغرق وقتًا، لكن
اليوم التكنولوجيا سهلت المعاملات، والمكاتبات والاتصالات ووفرت عشرات آلاف
المصادر والمراجع والكتب، وفرضت على الكاتب احترام الفروق الثقافية والعقلية
ومواكبة سرعة العصر بجعل المكاتبات وجيزة وبسيطة ومختصرة وموصلة للرسالة بمنتهى
الوضوح والشمول.
خلاصة الفكرة المطروحة في المهارات المطلوبة لإتقان الكتابة
خلاصة
الكلام إن المهارة في اتقان صياغة المقال أو كتابة أي محتوى ممكن اكتسابها. وكذلك،
يكمن نجاح الكاتب في اتقان مهارة الكتابة في قدرته على توصيل الرسالة للفئة
اللي يستهدفها بالشكل اللي محدده المستفيد من المكاتبات، أما بالنسبة للصياغة
فأكيد لها خطوات لابد من إتباعها. كمان لازم نعرف إن كل مكاتبة لها وضعها. يعني
هذا أن نركز عند الصياغة على المطلوب مع الالتزام بالاختصار والبساطة والوضوح
والدقة. فالحشو مضر وغير مفيد بالمرة. ويبقى السؤال: كيف ننجح في اتقان المهارات
دي؟ انتظروا الإجابة في المقال التالي من سلسلة مقالات المهارات المطلوبة لإتقان
الكتابة في أي مجال.
تعليقات
إرسال تعليق