هيا نتعلم من أسلوب كارنيجي الرائع في كتابه “كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس”... محمد يوسف محمد المحمودي
هيا نتعلم من أسلوب كارنيجي الرائع في كتابة “كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس.” لقد أضفى أسلوب الكتابة الرائع حيويةً وحركةً على كتاب كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس. و قام كارنيجي في هذا الكتاب بتهذيب طريقة طرحه وأسلوبه القصصي المرح الذي لازمه في كتبه الأولى، لكنه تميز هذه المرة بإضافة عناصر ساعدت في جذب قطاعات واسعة من الجمهور.
أسلوب كارنيجي الرائع في كتابه
كان
أسلوب كارنيجي في هذا الكتاب لافتًا. وكان الطرح رائعًا وقد
أجاب كارنيجي عن السبب الذي يمكن أن نتمسك به لنتعلم منه. فعلى سبيل المثال، طرح
كارنيجي سؤاله وأجاب عليه.. السؤال هو “كيف يكون هذا ممكناً؟ دعوني أخبركم كيف!”
وهو ما أعطى إيحاءً بفتح خزانة كنز من الأسرار. على سبيل المثال، بدأ كارنيجي
مناقشته لعلاقات العمل بهذه الطريقة:
“أراهن على أنني أعلم ما يدور في
أذهانكم الآن. على الأرجح تحدثون لأنفسكم عن أمرٍ كهذا: “الخطابات التي تحقق نتائج
خارقة! هذا سخيف! هذا مثل إعلان دواء ببراءة اختراع. إذا كنت تفكر هكذا، فإني لا
ألومك. فقد كنت أفكر في مثل ذلك إذا وقع في يدي كتابٌ مثل هذا قبل خمسة عشر عاماً.
دعونا نتكلم بصراحة. هل هذا العنوان “الرسائل التي تحقق نتائج خارقة” صحيح؟
الإجابة لا، حتى أكون صادقاً معكم. لكن ليس الأمر كذلك. في الواقع هذا العنوان أقل
بكثيرٍ من قدر هذا الأمر في الواقع. لأن بعض الخطابات بالفعل كانت تأتي بنتائج
جيدة تفوق المعجزات مرتين.”
النماذج والأقول المأثورة
في
الحقيقة، أشار كارنيجي إلى نموذجٍ ناجحٍ لدارسيه السابقين، كين دايك، الذي يشغل
الآن منصب المدير الإعلاني لشركة كولجيت-بالموليف-بيت. “كيف فعل ذلك؟ وهنا تجلى
الأمر حسب ما نقله من كلمات قالها كين دايك.”
كذلك،
أدرج كارنيجي في الكتاب الكثير من الأقوال المأثورة. ففي معرض تناوله أهمية عدم
انتقاد الآخرين، قال كارنيجي “إذا أردت أن تجني العسل، فلا تحطم خلية النحل.” وفي
الدفاع عن الاعتراف السريع بالخطأ، أوضح “أي أحمق يمكنه تبرير أخطائه – وأغلب
الحمقى يفعلون.” وفي إطار شرحه أن الفوز بقلب أي شخص يكمن في الاستماع اليقظ له
ساق هذا التعليق: “إن بثرةً في رقبته أهم لديه أكثر من أربعين زلزالاً في
أفريقيا.” وعند توضيحه تحفيز الناجحين “بلعبة” المسابقات، انتهى كارنيجي إلى “أن
سبب عمل سباقات العدو ومنافسات ومسابقات استدعاء الخنازير وأكل الفطائر، هو الرغبة
في التميز.” وقد رسخت هذه العبارات الراسخة
الإحساس بالتشابه والتوافق بين المؤلف وجمهوره، وهو شعور لدى عموم الناس بالتوافق
على إحساس مشترك.
الدعابة والهزل
لقد
أسهمت تلميحات الدعابة والهزل المتكررة في توضيح رسالته وجعل مضمونها مهضوماً. على
سبيل المثال، أوضح كارنيجي بطريقة ساخرة في تناوله البيئة والخبرات التي شكلت
طبائع الأشخاص وشخصياتهم “أن سبب في أنك لست الأفعى ذات الجرس هو أن والدك ووالدتك
لم يكونا من الأفاعي ذات الجرس. كما أن السبب الوحيد في أنك لا تُقبل البقر ولا
تعتبر الثعابين مقدسة هو أنك لم تولد في عائلة هندوسية أو على ضفاف نهر
براهمابوترا.”
ورغم
تأييده وتأكيده على أهمية الإشادة بالآخرين، ذكر كارنيجي ساخراً “ليس
عليك أن تنتظر حتى تكون سفيراً في فرنسا أو رئيس لجنة كلامبيك بنادي إلك قبل أن
تستخدم فلسفة الإشادة والتقدير هذه.” وحذر كارنيجي القراء من عدم إخبار الآخرين
بأنهم مخطئون، متندراً بالقول إن “كنت تستطيع التأكد من صحة كلامك 55% من الوقت،
يمكنك الذهاب إلى وول ستريت وجني ملايين الدولارات وتتزوج فتاة كورال أو من فرقة
موسيقية.” وقد أزالت مثل هذه العبارات الساحرة والمازحة أي إحساسٍ من النصح الأجوف
أو الطنان وألفت بين المؤلف والقارئ.”
تعليقات
إرسال تعليق