طلاق الزبير بن العوام وأسماء بنت أبي بكر.. كيف تم الطلاق؟
لقد استقيت من الروايات التي نقلت هذا الأمر وأكدته أن الطلاق إنما حدث بسبب غيرة الزبير أو بسبب غيرة زوجته التي زادت بسبب تفضيله لإحدى زوجاته الأربع. لكن الغيرة في حد ذاتها ليست دليل كره أو بغض وإنما دليل حب. وربما لم تستطع أسماء أن تتحمل غيرة زوجها أو أفسدت غيرتها ما بينهما يومًا فساء الوضع وتطور الأمر. فإذا قلنا إن البيوت لا تخلو من المشكلات والهموم، فما بالنا وأسماء هذه تحمل هموم الدعوة وتقاسي الكثير من المصاعب والمشاق في جهادها مع زوجها وأبيها وهي المعروفة بمواقفها البطولية النادرة؟
ومن مثل أسماء يا سادة؟!
كذلك، صبرت أسماء على زوجها وطباعه بعدما قال لها أبوها أبو بكر الصديق يومًا: “إن المرأة إذا كان لها زوج صالح ومات عنها فلم تتزوج من بعده؛ جمعها الله به في الجنة.”
لكن بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ووفاة أبيها كان متوقعًا لها أن تضيق ذرعًا بأي أمر. وربما زهدت المرأة الحياة حتى انصرفت عن خدمة زوجها وقصرت في العيش بالشكل المطلوب منها كزوجة. وبعدما أنجبت من الزبير خمسًا من البنين وثلاثًا من البنات؛ وهن الجسد فشق عليها العودة إلى سابق العهد فطلقها الزبير.
لماذا لم يتدخل عبدالله لمنع الطلاق
الطريف أن الزبير الذي افترضنا تدخله لتلطيف الأجواء كان هو الميسر لأمر الطلاق. فها هو الزبير يدخل على أبيه وقد دبت مشاجرة بينه وبين زوجها بعدما نادت عليه أمه. فلما أقبل قال له الزبير: “أمك طالق لو دخلت عليها.” عندها استشاط الزبير غضبًا وقال دونما تردد: “جعلت أمي عرضةً ليمينك وسأخلصها منك اليوم.” بعدها دخل الزبير على أمه ووقع الطلاق وبانت أسماء بنت أبي أبكر من زوجها الزبير بن العوام وظلت تقوم مع الزبير بعد طلاقها هذه حتى قتله الحجاج ومثل بجثته فلحقت بابنها من حسرة غيظها وحزنها على ما حل بابنها.
وفي الختام، نحزن على الفراق بين القامتين العظيمتين، لكن هذا لا يضرهما في شيء. فالطلاق حلال وهو قرار قد يكون صوابًا لو قسناه بما في نفس هذين الزوجين. كذلك، لا تخلو العلاقات من شد وجذب والفرقة طالما كانت بالمعروف فلا بأس به. ولا عصمة من الخطأ إلا للنبي والمرسلين صلوات الله عليهم أجمعين.
تعليقات
إرسال تعليق