الفكرة قبل المقالة فهي تأتي وتتخمر في عقولنا حتى تحملنا حملًا على حمل الأقلام والإنطلاق في الكتابة. فلا تستجد الأفكار ولا تستعجل الكتابة حتى تقدم نصًا رشيقًا أنيقًا جذابًا ومفيدًا وجاذبًا لقارئه.
الفكرة قبل المقالة! هذا ليس شعارًا بل حقيقة علمية
وعملية لكل صاحب قلم ولكل صانع محتوى. لذلك، يجب أن تعلم أن اكتشاف الأفكار قبل
كتابة المحتوى معناه أن تكتشف نفسك من خلال عملية شخصية تدهشك بعطائها لك. فعندما
تكتشف ما يميزك فكر في كيفية استثماره على أكمل وجه. لا تنظر للرضا العارض؛ لأن ما
ترضى أقل من قدرك. فكر أكثر فيما تملك من أفكار وقناعات وسمات ومهارات وطور نفسك
حتى تتمكن من عيش حياتك كما تحب وتأمل.
الفكرة قبل المقالة
في الواقع، ثمة اختلاف في سماتنا التي تميزنا
عن بعضنا البعض، رغم وجود مبادئ مشتركة يسعنا جميعًا الاعتماد عليها عند الكتابة
أو في مرحلة ما قبل كتابة المحتوى. من ذلك تطبيق إجراءات البحث عن الذات.
ولا يحول هذا طبعًا دون إضافة المزيد من
الأساليب والاسترتيجيات التي يمكننا استخدامها عندما نشرع في كتابة أي محتوى.
رحلة الكتابة متعددة المراحل
ينبغي أن تعلم أن هذه رحلة متعددة المراحل.
في المرحلة الأولى نبدأ باكتشاف ما بداخلنا
وما نتملكه بالفعل من أفكار.
وفي المرحلة الثانية ننظر فيما نمتلكه من
مهارات وأدوات ونتحصن بما نحتاجه بتحسين مهاراتنا وتحديث أدواتنا حسب المعطيات
الحالية والمستجدات.
أما في المرحلة الثالثة فنبدأ بسرد الأفكار
والأطروحات واختيار الأفضل من اعتبارات شخصية ومادية وغير ذلك.
وفي المرحلة الرابعة نحدد الفكرة التي سنعمل
عليها ونضع عناصرها والأفكار التابعة لها.
بعدها نفكر في المرحلة الخامسة التي نبدأ
فيها الصياغة الأولية ونفكر في استهلال الطرح ببراعةٍ ووضوح.
أما المرحلة السابعة فهي مرحلة المراجعة
والتنقيح والحذف والإضافة،
وأخيرًا نصل مرحلة التحرير النهائي ووضع
الكلمات المفتاحية والعناوين الرئيسية والفرعية ونختار الصور التوضيحية المناسبة
وننسق المحتوى بشكلٍ متناسق متناغم.
نكتشف ما بداخلنا ونخرجه بالشكل المناسب
والملائم للعالم المحيط بنا.
أهمية التنقيب عن الأفكار قبل كتابة المحتوى
يساعدك اكتشاف الأفكار في فهم حقيقة نفسك، وفهم ما تقدر عليه وما
أنت أهلٌ له، فتفهم أهمية ما تكتب وقدراتك الحقيقية التي تعينك على كتابته. أيضًا،
قد يساعدك ذلك على تحسين نظرتك إلى ما في نفسك واكتشاف إحساس جديد يدفعك إلى تحديد
اتجاهك واكتشاف مجال تنجح في الكتابة فيه وتحقق تطلعاتك بشكلٍ أفضل من الذين
يعملون في وظائف لا يجدون أنفسهم فيها دون هدفٍ أو دافع.
أنشطة تساعدك على إعداد نفسك بطريقةٍ جديدة
- النشاط الأول:
رسم خرائط العقل. هذه تقنية بصرية لربط الأفكار والمعلومات، تعتمد على تحديد
فكرة أساسية، ثم مد مجموعة من الخطوط بينها وبين أفكار تتولد عنها، أو
معلومات ترتبط بها. وهذه هي نفس الطريقة التي يعمل بها العقل البشري في
التفكير، حيث يقوم بربط الكلمات ومعانيها بصور محددة، وربط المعاني المختلفة
ببعضها البعض.
- النشاط الثاني:
لوحات الرؤية. يعتمد هذا النشاط على تجميع صور تعكس آمالك، وأحلامك، وأهدافك
في الحياة؛ حيث تقوم بوضع لوحة كبيرة تعلق عليها لوحاتٍ صغيرة تعبر فيها عن
أحلامك، وأفكارك ،وآمالك، وما تتمنى تحقيقه في حياتك.
- النشاط الثالث:
الكتابة التلقائية. ثمة استراتيجية تقوم على كتابة كل ما يتبادر إلى ذهنك
بعفوية ودون تدخل واعي، بهدف استكشاف أفكارك ومشاعرك بشكلٍ عفوي، ودون تخطيط
أو رقابة.
الخاتمة
إن اكتشـاف أفكارك، يعني فهم حقيقة ذاتك،
بشكلٍ يفيدك في توظيف مواهبك، وعواطفك، واتجاهاتك وقدراتك لتجني المزيد من الثمار،
وتنعم بحياةٍ كريمةٍ تستحقها وتناسب طبيعتك.
عندها توفر الكثير من الوقت والجهد، وتحقق
النتائج والأهداف التي كنت تراها مستحيلة أو خارج حدود عالمك.
تعليقات
إرسال تعليق