صدمة الصائمين.. ما هي هذه الصدمة؟ تلك صدمة الصائمين التي يتفاوت أثرها من شخصٍ لآخر حسب نهجه وحسب طريقة حياته في شهر الصيام. لماذا أسميتها صدمة؟ لقد أسميتها صدمة وهي صدمة بحق لمن ينهي شهر رمضان الكريم بهذا الشكل. أما بخصوص الصائمين، فقد نسبتها لهم لأن المفطرين قد لا يصابون بها أصلًا.
أحب أن أوضح في البداية أنها ليست صدمة تصيب من أراد صيام رمضان واغتنام جميع الفرص المتاحة فيه للعبادة والتقرب من ربه. لا تظنوا أنني قصرت الحديث على الصائمين لأجعلهم يحزنون على صيامهم، وإنما لأجعلهم يراجعون أنفسهم في سلوكياتهم وأفعالهم أثناء الصوم. وعلى أي حال، ستكتشفون في المقال أنها صدمة وأنها مشكلة كبيرة تؤرق الكثيرين وتزعجهم.
ما هي صدمة الصائمين؟
قد يظن ظان أني أقصد بتلك الصدمة ما يحدث لهم
في نهاية شهر رمضان الكريم برحيل الشهر عنهم بسرعة مثلًا. وقد يظن آخرٌ أني أقصد
تلك الصدمة التي تكون في شكل حسرة في قلب من أضاع الشهر في مشاهدة المسلسلات
والبرامج ولم يلتفت إلى الشهر حتى تفلت منه.
لكن، وحتى لا أطيل عليكم، أقصد بتلك الصدمة
هي صدمة الإفطار والسحور التي تتسبب لهم في صدمة أكبر هي زيادة وزنهم. للأسف. كان
الطبيعي أن نتعلم من شهر رمضان حتمية الاقتصاد في تناول أصناف الطعام في الشهر
الكريم. وكان المفترض أن لا نكف عن الحركة والنشاط في ذلك الشهر، وأن نواصل العمل
بكل حيويةٍ وهمة حتى لا نصاب بسمنة أو بدانة أو كسل. قالوا قديمًا في الحركة بركة،
وبالفعل في الحركة بركات وليست بركة واحدة.
طوبى لمن أفلت من صدمة الصائمين
هل أفلتّ أخي الكريمة وأختي الكريمة من تلك
الصدمة؟ هنيئًا لك وأحسنت. إن رمضان شهرٌ عظيم للروحانيات ولشحن الهمم
والطاقات وليس للإقبال بشراهة على الملذات والطيبات من الطعام. وحتى لو أكلنا
واقتصدنا ولم نسرف، لا يجب علينا أن نركن للخمول ونستسلم للكسل والفتور.
إن الإفلات من صدمة الصائمين إنجاز يستحق
التهنئة والبهجة. فما أروع الانتقال من حيز السلبية إلى الإيجابية والانتقال من
الفتور إلى النشاط. إن العيش في صفوف الكسالى والحائرين ساعة واحدة كفيل بأن يحيل
حياة الإنسان من السعادة والسرور إلى الحزن والضمور. فالعيش في حالة النشاط أيامًا
يفوق العيش في حالة الجمود والتقوقع أعوامًا بل وقرون. فطوبى لمن أفلتوا من الصدمة
ومرحبًا بهم على أي حال.
تعليقات
إرسال تعليق