رمضان شهر ليلة القدر وفيها يجب أن تقرأ.. نعلم جميعًا أن شهر رمضان هو الشهر الذي أنزل فيه القرآن. ولو قصرنا عظمة الشهر على نزول القرآن فيه لكفاه. وبعد ذلك نقول إن فيه ليلة تسمى بليلة القدر. وفيها يفرق كل أمرٍ حكيم. وليلة القدر كما نعلم خيرٌ من ألف شهر. و. وما هي هذه الكلمة؟ إنها كلمة اقرأ. فأهلًا رمضان شهر اقرأ.
رمضان شهر ليلة القدر وفيها يجب أن تقرأ.
أخصص مقالي هذا يا سادة للحديث عن شهر اقرأ الذي أوشك على الانقضاء. فهل سيرحل رمضان دونما أن نكون قرأنا فيه قرآنًا وسنة وسيرة وغيرها ونفقد البوصلة في هذا الزمان؟ هيا ندرك شهرنا الفضيل ونقرأ ولو صفحات معدودات قبل الرحيل. فهو شهر اقرأ.
لقد أعزنا الله عز وجل وشرفنا بهذا الشهر العظيم الذي تتنزل فيه الرحمات والبركات ويشعر فيه الإنسان بسموٍ روحانيٍ فريد، وكلفنا كذلك بالقراءة. لذلك، أرى وأؤمن وأثق أن القراءة نعمةٌ ربانية كانت سببًا فيما نحن فيه من خير. فبدون القراءة ما توصلنا إلى خبرات السابقين وتجاربهم. وبدونها ما عرفنا كيف يكون الطهي والبناء والطب. وهل نستطيع عمل حسابٍ فيسبوك أو نشر تعليقٍ يومي بدون قراءة؟!
بين يدي رمضان! هيا نقرأ
يقول الله تعالى في سورة العلق “اقرأ باسم
ربك الذي خلق. خلق الإنسان من علق. اقرأ وربك الأكرم. الذي علم بالقلم. علم
الإنسان ما لم يعلم.” وهنا أطرح سؤالي: متى نزلت هذه الآيات؟ نعلم طبعًا أنها نزلت
في رمضان. وعلى من نزلت؟ نزلت على محمدٍ صلى الله عليه وسلم ليبلغها إلى أمته
ليملكوا أسباب الحضارة والريادة والقيادة والقوة.
من هذا المنطلق، أقول إن نزول أول كلمة من
القرآن في شهر رمضان وفي ليلة القدر بالدعوة إلى القراءة لم يكن محض مصادفةً أو
بدون هدف. بل إن الهدف منه أن نبدأ حياتنا بالقراءة التي تكسبنا خبرات ومعارف.
والقراءة عبادة يجب أن نحرص عليها في شهر رمضان.
أهلًا رمضان شهر اقرأ فمع القراءة نعلو ونرتقي ونصبح قادة
كذلك، لا يجب أن ينجرف البعض إلى جعل القراءة
مقصورة على العلم الشرعي والقرآن في هذا الشهر الفضيل؛ إذ كانت كلمة اقرأ سابقة
على كل ذلك فكانت الكلمة الأولى وكانت أول أمر قبل أن يكتمل عقد الدين بالقرآن
والسنة وكتب التفسير والحديث. فلم يكن هذا كله قبل كلمة اقرأ. ومن ثم، يجب أن نطلق
العنان لأنفسنا ونقرأ في جميع فروع العلم والأدب، ونكون كالنحلة تحط على الورود
فتستخلص الرحيق الرائق العذب من وريقاتها في شتى بقاع الأرض.
القراءة في رمضان عبادة..
أهلًا رمضان شهر اقرأ
بين يدي رمضان أقول لجميع من يقرأ مقالي هذا
“هيا نقرأ”. يجب أن نخصص وقتًا كبيرًا من شهرنا المميز في كل عام للقراءة. هيا
نجعل القراءة موردًا لأفكارنا وتنميةً لقدراتنا وتعزيزًا لخبراتنا. يجب أن نتخذ من
القراءة وسيلةً للنهوض ومنافسة الأمم التي سبقتنا بها. ويجب كذلك أن نعيد تشييد
مجدنا ومجد أمتنا ونستعيد أمجاد أجدادنا السابقين في صدر بعثة سيد المرسلين وفي
ربيع الأندلس الحافل بالعلماء والأدباء والمفكرين.
إن القراءة من مدخلات المعرفة الأساسية
للعقول وبها نملك أسباب القوة والتفوق في الطب والهندسة والصيدلة وكل شيء. وهل كان
علماء المسلمين في الأندلس الذين حملوا منارة العلم وأفادوا البشرية بإبداعاتهم
العلمية في شتى المجالات إلا قراء متميزين. لذلك، أقول إن القراءة عبادة يجب أن
نحرص عليها في هذا الشهر الكريم ونعد لها جدولًا يوميًا. وأوصي نفسي وإياكم بألا
نجعل القراءة قاصرةً على القرآن وحده، ولنجعلها تطال جميع العلوم التي نعاني بسبب
افتقارنا لها في هذا العالم الذي سادت فيه دول وتفوقت علينا بما تعلموه من ديننا
ومن علمائنا. وكان أول ما تعلموا أن القراءة هي مفتاح التميز ولذلك، استهل بها
المولى سبحانه كتابه العزيز وافتتح به وحيه الكريم لنبينا محمد صلى الله عليه
وسلم. وبين يدي رمضان يجب أن نقرأ ونستعد له بتخصيص وقتٍ للقراءة لأنه شهر اقرأ.
فأهلًا أهلًا رمضان شهر اقرأ.
تعليقات
إرسال تعليق