رمضان وجينات التغيير.. يجب أن نعلم أن رمضان شهرٌ معلمٌ نتعلم فيه الكثير والكثير من الدروس الحياتية والدينية. ويكفينا في حياتنا أن نتعلم أن التغيير هو الثابت الوحيد في الحياة. فما من شيءٍ مستمرٍ على حاله والتغيير حق طالما كان للأفضل.
رمضان وجينات التغيير
ففي هذا الشهر الكريم، نعيش روحانيات وتفاصيل جميلة توقظ فينا من الدوافع والنوازع ما يعيننا على طلب الخير وتغيير أحوالنا إلى الأفضل. وإنما يأيتنا رمضان كل عام فنستعيد فيه ثباتنا وثقتنا في قدرتنا على التغيير. فبعد مرور عامٍ من روتينٍ يومي نتناول فيه وجباتنا الثلاث ونمارس فيه الكثير من الطقوس والأنشطة والعبادات. إي نعم هذا صحيح. ففي رمضان نتناول السحور في وقت السحر، ونصلي فيه ونقرأ القرآن، ونمتنع عن الطعام والشراب بشكلٍ يومي طوال 30 يوم.
إن طقوسنا اليومية في شهر رمضان تنشط فينا جينات التغيير لأننا بتغيير أنماط معيشتنا في كثيرٍ من الأمور نصبح أكثر تقبلًا لفكرة التغيير ونشعر بقدرتنا على قلب حياتنا من ناحية خاسرة إلى أخرى رابحة. وهذه فكرة مهمة غاب عنا التركيز عليها.
تغيير مواعيد الوجبات اليومية
في رمضان، نبدل ونغير مواعيد الوجبات اليومية لتصبح وجبة إفطار بعد المغرب ووجبة سحور قبل الفجر. وفي هاتين الوجبتين،
نعيد اكتشاف نعم الله علينا في الطعام والشراب بمذاقٍ فريدٍ بعد جوعٍ وظمأٍ لفترةٍ
طويلة بعد يوم الصيام. وبهذا التغيير، نصبح مؤهلين نفسيًا لتغيير الكثير من
العادات الأخرى كالنوم والقراءة ومشاهدة التلفاز على سبيل الحصر لا القصر.
أيضًا، نشعر في نهار رمضان بوجود مساحة زمنية كافية لممارسة أعمالنا وأنشطتنا بتركيزٍ أكبر. وبعد رمضان يأتي العيد فنعود إلى نظام الوجبات الذي كنا نتبعه لنجد أنفسنا فرحين بالتجديد تارة ومشتاقين إلى تجارب تغيير كتلك التجربة الناجحة التي ألفناها في رمضان. وبعد رمضان، يستطيع الشخص الذي يريد إتباع نظام غذائي منتظم أن يستجيب بسهولة ويغير عاداته الغذائية المضرة بصحته والمتسببة في زيادة وزنه.
تغيير بعض طقوسنا وعاداتنا
لا شك أننا جميعًا نزيد من الطقوس والعادات
المحمودة في رمضان، ونقلع ولو وقتٍ قليلٍ عن بعض العادات السيئة. ففي رمضان، يمتنع
المدخنون عن التدخين لساعاتٍ طويلةٍ وهذا يؤهلهم للإقلاع عن التدخين لو أرادوا.
كذلك، نعيش في شهر رمضان روحانيات وحالات نفسية ومزاجية فريدة
تجعلنا أكثر قربًا من الفقراء وأكثر شعورًا بهم. كما نشعر بروحانيات هذا الشهر
الكريم ونعود إلى المصاحف ونقرأ القرآن ونشاهد قدر أكبر من البرامج الدينية وهذا
ينشط جيناتنا الميالة لتغيير الأوضاع غير المنضبطة أو حالاتنا التي نشعر فيها بالبعد
عن ديننا ومصادره. ولذلك، يمكننا القول بكل أريحية إن رمضان شهرٌ تنشط فيه جينات
التغيير.
لذلك نقول إن شهر رمضان شهر تنشط فيه جينات التغيير ونستطيع
فيه تحويل مسارنا في الحياة من الفشل إلى النجاح. شهر فيه نفحات مباركة تساعدنا
على النجاة والنجاح والخلاص والفلاح.
اقرأ لي أيضًا
الثانوية العامة أوهامها وأوهام التنسيق - موسوعة الأندلسي (thinkinheart.blogspot.com)
تعليقات
إرسال تعليق