التطوير والتفكير الاستراتيجي الناجح.. عندما نرتقي بمستوانا الفكري نرى الأمور من زاويةٍ مختلفة. فالارتقاء بالمستوى الفكري يجعلنا نرى الأساسيات والجوانب الحيوية من أعمالنا بمنتهى الوضوح والدقة. عندها، نكون أكثر قدرةً على الأخذ بأسباب النجاح لنوجد قيمة أكثر جذبًا للمستهلك، وأفضل استعدادًا لهضم المعلومات والبيانات التي تأتينا في شكل رسائل إلكترونية أو تقارير أو اجتماعات. وبعدها، يكون العمل على عزل السلبيات والعراقيل والقرارات التي تعرقل نجاحنا ونواصل المضي في طريقنا لنحقق رؤيتنا ونبلغ غايتنا.
التطوير والتفكير الاستراتيجي الناجح
لذلك،
يحرص القادة الناجحون على التخطيط الاستراتيجي الذي يصبح جزءً لا يتجزأ من
حياتهم. وينطلق أولئك القادة لوضع الأفكار، وتحديد الموارد، والعمل على حشد
العاملين معهم وتخصيص الوقت اللازم، وتدبير كافة الموارد لإنجاز المهمات وتنفيذ
البرامج والمشروعات. ومن ثم، يجب على الجميع العمل على التطوير والتفكير
الاستراتيجي الناجح.
التطوير والتفكير الاستراتيجي الناجح أساس النجاح والتميز
إن التفكير الاستراتيجي الناجح يعني تحديد الأهداف والسعي إلى تحقيقها. لأن العجز عن النهوض بتفكيرنا لتحديد وجهتنا له يدمر مؤسساتنا وأعمالنا على المدى البعيد. هذا ما أظهرته الأبحاث والدراسات. لقد كان الجمود الفكري وعدم القدرة على التخطيط الإستراتيجي أهم الأسباب التي أدت إلى خسارة 70% من الشركات العامة أكثر من نصف رأسمالها السوقي.
أيضًا، ثمة أبحاث أخرى ترجع السبب الرئيسي وراء تراجع الإيرادات والعائدات إلى القرارات الضعيفة المتعلقة باستراتيجية الشركات في العمل. وفيما يسقط البعض المسئولية عن عاتقهم ويلقون باللائمة عنها على عوامل خارجية مثل الاقتصاد، كانت القرارات الخالية من البعد الاستراتيجي هي سبب الفشل الحقيقي في أغلب الأحيان.
من
هذا المنطلق، نرى الخبراء الناجحين العظماء يضعون استراتيجية ناجحة. وهذه
الاستراتيجية لا توضع فقط على أساس جداولٍ حسابية إلكترونية أو أشكال العروض
التقديمية المعدة بطريقة مبهرة ومفصلة. فلابد إذن من وجود مديرين يستطيعون التفكير
بطريقةٍ استراتيجية محكمة.
تحديات أساسية أمام التطوير والتفكير الاستراتيجي الناجح
1. الوقت. تواجه الشركات صعوبة في تحديد الوقت اللازم لتطبيق
استراتيجيات العمل. فبدون تحديد الوقت تظهر مشكلات لا حصر لها في اتخاذ القرار
المناسب في الوقت المناسب. وهذا هو التحدي هو الأكثر شيوعًا بين الشركات.
2.
تحديد الأولويات. تؤكد الدراسات والأبحاث أن الشركة التي لا
تحدد أولوياتها لا تنجح أبدًا في تحقيق الأهداف التي تسعى إلى تحقيقها. لماذا؟ لأن
عدم تحديد الأولويات يشتت جهود العاملين ويضيع أوقاتهم ويحول دون إنجاز أي هدف
بالشكل المناسب.
3.
التدريب وأدوات التفكير الاستراتيجي. لا تنجح المؤسسات التي لا
تقدر أهمية وضرورة تأهيل العاملين وتدريبهم لتنمية مهاراتهم. فالتدريب يساعد
العاملين على اكتساب المزيد من الكفاءات اللازمة لمواجهة المستجدات والتعامل
والتطورات الراهنة. كما يفيد التدريب العاملين في اطلاعهم على أدوات التفكير
الاستراتيجي وكيفية اتقانه.
4.
تحديد وجهة الشركة. كيف تنجح الشركة في تخطيطها الاستراتيجية؟
لا يمكن تحقيق النجاح بدون تحديد الوجهة والطريق الذي نسلكه لتحقيق الرؤية. هذه
مشكلة تواجه قطاع كبير من الشركات التي تغير مسارها أكثر من مرة ولا تدري أي اتجاه
تسلكه لتحقيق أهدافها.
نماذج العمل وتحديد قيمة المنتج
تنظر
العديد من الشركات إلى الاستراتيجية على أنها شيء روتيني، بدلاً من عدّها عنصرًا
حاسمًا ومستداما. لكن الاستراتيجية فيها من الإعداد والتطوير ما يحتاج إلى الكثير
من الخطوات والنماذج اللازم اتباعها في العمل. على الرغم من ذلك، ليس من السهل وضع
نموذج عمل يساعد في المنافسة بالأسواق.
لذلك، يجب أن نتعلم الدروس من الشركات
الناجحة وكيفية إدارتها العمل. كما يجب أن نتعلم من تلك الشركات كيفية إعدادها
للتنافسية في الأسواق وتطويرها المنتجات والخدمات. لقد استطاعت تلك الشركات بناء
نموذج عمل قائم على التكنولوجيا والابتكار وطبقته في طرق التخطيط الاستراتيجي.
أيضًا،
تحتوي نماذج عمل الشركات على عوامل مشتركة. من هذه العوامل خبرة الشركة وقدراتها،
وقيمة خدماتها أو منتجاتها، وتأثيرها في المستهلك، ثم تحديد تكلفة الخدمة أو
المنتج. لذلك، يساعد تميز الشركة وحسن اختيارها لنموذج عملها في ضمان تفوقها
وتعزيز فرصها التنافسية في الأسواق. ويتحقق النجاح لهذه الشركات بناءً على هذه
النماذج في جميع مراحل التصنيع والإنتاج والتسليم ووضع نموذج مناسب للأرباح التي
تسعى الشركة إلى تحقيقها.
في النهاية، يجب أن تعمل الشركات الناجحة وقيادتها بنماذج عملٍ تساعد على مواصلة نجاحها
بضمان تقديم قيمة متميزة في المنتج الذي تطرحه، مع مراعاة جودته، وتميز أدائه وحسن
اختيار منافذ توزيعه. ومن ثم، يجب أن نحسن الاستفادة من نموذج العمل. ويجب أن نعلم
أن نموذج العمل مهم لتحديد قيمة المنتج وما يُضيفه إلى الأسواق. لذلك، يجب على
الشركة وضع الخطط المناسبة لإعداد المهارات والتقنيات التي تساعد في تقديم منتجات
بجودة عالمية.
تعليقات
إرسال تعليق